في الصلاة نحن نذكر اسم مُحمد.. في الآذان نذكر اسم مُحمد.. في الإقامة نذكر اسم مُحمد.. عندما نقرأ القصص التاريخية والسيرة النبوية نذكر اسم مُحمد.. طيب كم مرة يُذكر اسم محمد على الأرض كل يوم؟
بسم اللله الرحمن الرحيم
ما معنى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4]؟ هذه الآية تخاطب النبي عليه الصلاة والسلام ولكن ما معناها العملي في حياتنا العملية؟
الحقيقة هذه الآية نزلت على النبي عليه الصلاة والسلاة في بدايات الدعوة (في مكة المكرمة) في مرحلة ضعف المسلمين ولم يكن أحد يتوقع أن يبلغ عدد المسلمين 2 مليار مسلم اليوم.. {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:1-4] الحقيقة لو تأملنا اسم النبي مُحمد عليه الصلاة والسلام {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4] يعني ذكرك مرفوع كقيمة عددية مرفوع (كعدد مرات) ومرفوع كمعنى أيضاً.. يعني مثلاً نحن عندما يُذكر اسم النبي مُحمد عليه الصلاة والسلام نقول: اللهم صلي على سيدنا مُحمد وعلى آله وأصحابه أجمعين مثلاً.. في الصلاة نحن نذكر اسم مُحمد.. في الآذان نذكر اسم مُحمد.. في الإقامة نذكر اسم مُحمد.. عندما نقرأ القصص التاريخية والسيرة النبوية نذكر اسم مُحمد.. طيب كم مرة يُذكر اسم محمد على الأرض كل يوم؟ خلال 24 ساعة المسلمون يؤدون الصلاة 5 مرات كل يوم..
أنا لدي 2 مليار مسلم لنفرض نأخذ الحد الأدنى الذين يطبقون الصلاة أو يقيمون الصلاة لنقل هناك 10بالمئة يقيمون الصلاة طبعاً عدد أكبر من هذا بكثير لأننا نرى المساجد يوم الجمعة ممتلئة.. نرى المسجد الحرام ممتلئ وبالتالي العدد الأكبر ولكن دعونا نأخذ الحد الأدنى.. إذا فرضنا أن هناك 10بالمئة من المسلمين اليوم في العالم ملتزمون في الصلاة يعني هناك 200 مليون مسلم يؤدون الصلاة 5 مرات كل يوم.. طيب هؤلاء كم مرة يذكرون اسم محمد؟ عُد معي: أولاً: في كل صلاة هناك الجلوس للتحيات والتشهد فأنت تقول في التحيات: “أشهد أن لا إله إ الله وأشهد أن محمد رسول الله” هذه مرة.. ثم تقول: “اللهم صلي على محمد” هذه مرتين “وعلى آل محمد” ثلاث مرات “كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم”.. “وبارك على محمد” هذه أربع مرات “وعلى آل محمد” هذه خمس مرات “كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم”.
إذاً في كل تشهد أو في كل صلاة أنت تقول 5 مرات (تذكر اسم محمد).. فإذا جمعنا كم مرة يذكر الإنسان اسم محمد في الصلاوات (في الركعات السبعة عشر) يكون لدينا 29 مرة يُذكر اسم محمد.. وأثناء الإقامة أنت لابد أن تُقيم الصلاة.. عندما تُصلي تذكر اسم النبي مرة في إقامة الصلاة فيصبح المجموع 30.. طبعاً هناك يُذكر اسم النبي في الآذان.. يُذكر اسم النبي بعد الصلاة نقول: “اللهم صلي على سيدنا محمد”.. في بداية حديثنا نحن نحمد الله ونصلي على نبيه يعني نذكره كثيراً ولكن أنا سأكتفي فقط ب30 مرة.. كل مسلم يذكرها وبخاصة الملتزمين بالصلاة لنعتبر أن لدينا 10بالمئة يصلون يعني 200 مليون.. هؤلاء 200 مليون كل واحد منهم يذكر اسم محمد 30 مرة على الأقل.. 30 مضروب في 200 مليون يعني 6 مليار مرة يُذكر اسم محمد على الأرض.. وهذا هو الحد الأدنى.. هذا الرقم في الحقيقة صادم بالنسبة لمَن يجهل هذا الموضوع.. على الأرض اليوم كل يوم يُذكر اسم محمد كحد أدنى 6 ميارات مرة.. إذا أضفت كما قلت الآذان والصلاة على النبي سيكون العدد أكبر من ذلك بكثير.
طيب ما هذا الإعجاز؟ الله سبحانه وتعالى يقول: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4] تمام واسم هذا النبي يُذكر كل يوم مليارات المرات بالرغم من أنوف الملحدين والمشككين والمنافقين والكافرين وأعداء الإسلام يتم ذكر اسم محمد.. على الرغم من الحرب الإعلامية الشرسة التي تُشن على هذا النبي وهي حرب أفواه كما أكد القرآن وأشار وأنبأ بهذه الحرب عندما قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [التوبة:32] حرب إعلامية بالأفواه (بالكلمات يعني) {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:32-33].. على الرغم من كراهية المشركين اليوم والملحدين والذين يديرون السياسة العالمية للأسف يشوهون صورة النبي ولكن ذُكر النبي يكثر ويزداد على الرغم من كل ذلك.. هذه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.. مَن كان يتخيل قبل 1400 سنة في ضعف المسلمين عندما كان عدد المسلمين بالعشرات لما نزلت هذه الآية وهذه السورة مكية باتفاق الشرق والغرب وباتفاق المشككين والمستشرقين وكل الناس سورة مكية (سورة الشرح) والسؤال: كيف عَلِّم النبي لو أنه هو الذي كتب القرآن.. كيف عَلِّم أنه ذكره سيُرفع إلى يوم القيامة؟ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4].
إذاً هذه القضية أو هذه الآية إذا فكرنا فيها بالفعل نجد فيها إعجاز واضح يشهد على أن قائل هذا الكلام ليس النبي صلى الله عليه وسلم وليس من تأليف الصحابة من بعده كما سمعت بعض المشعوذين يعني يقول: الذي كتب القرآن العباسيين أو الذي اخترع شخص وأنه ليس هناك شخص اسمه محمد يعني هذا الكلام الموجود على الانترنت كثير منه وبعض يرسلون مقاطع فيديو لأرد عليهم طيب ماذا أرد؟ يعني أنا قبل فترة تحدثت عن نسخة في جامعة بيرغن هانيا أُجريَّ عليها تحليل بالكربون المشع C14 أُثبت علمياً أنه تعود هذه المخطوطة للقرآن الكريم لزمن النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم يأتي واحد جاهل ويقول لك: ما هو الدليل على وجود القرآن وعلى وجود النبي؟ يعني نرد على كلام فارغ.
فإذاً الخلاصة: هذه معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام وتطمأننا أن الإسلام بالخير وأن الإسلام دين الحق ويعني أنا أود من كل أخ مؤمن لديه فكرة يرسلها لنا لنوصلها للناس لأن الفكرة إذا بقيت في دماغك حقيقةً ستموت لن تستفيد منها شيئاً أما مثل هذه الفكرة ربما تصل للآلاف أو لعشرات الآلاف فلو أخذت من كل واحد حسنة حسنة مثلاً (الدالُ على الخير كفاعله) والله سبحانه وتعالى يعني يعطي أجراً عظيماً على الدعوة إلى الله.. هذا نوع من أنواع الدعوة إلى الله أن تكون أنت سبباً في الدعوة إلى الله.. بالإضافة إلى النبي عليه الصلاة والسلام يعني يؤكد لنا أنه مَن سنَّ سُنةً حسنة له أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً يعني إن شاء الله الأخ له فكرة فيأخذ ثواب الأجر وأنا إن شاء الله لدي الأجر وكل مَن استفاد منها له أجر ومَن ينقلها له أجر هكذا ينتشر الإسلام.. هكذا يظهر هذا الدين.. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة:33] لينشره.. ليظهر يعني اليوم الإسلام هل يخفى عن أحد؟ انظروا صلاة العيد مثلاً كيف كانت في أوربا وفي أمريكا وفي مناطق لا يتخيل أحد من قبل أن أعداد المسلمين بهذه الكثرة والنبي عليه الصلاة والسلام تنبأ بذلك عندما قال: (والذي نفسي بيده سيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) أي هذا الإسلام سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بالفعل كل بقعة يصلها الليل والنهار فيها مسلمون.
طبعاً لا نقول إلا: الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :