التفكير بالموت تعزز لدى الإنسان الإيمان بوجود مصمم وخالق لهذا الكون.. وهذا يؤيد أن دارون نفسه وهو على فراش الموت قد تراجع عن نظريته التي بُنيت أساساً على إنكار وجود خالقٍ للكون…
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
هذا هو رد العاشر على الملحدين: يدعون أن نظرية التطوَّر أصبحت حقيقة علمية.. دعوني أتأمل كبير الفلاسفة أنطوني فلو: وهو ملحد من بريطانيا وبعد رحلة طويلة مع الإلحاد.. اعترف أخيراً بوجود خالقٍ للكون مع العلم أنه لم يُسلم وقال: “لا أستطيع أن أهرب من حقيقة وجود خالقٍ للكون” ويقول أيضاً: “إن دارون نفسه تراجع عن نظريته قبل أن يموت وآمن بوجود خالقٍ للكون” سبحان الله.
دققوا: دارون يقول في مذكراته: من المستحيل والصعب جداً أن نتصوَّر هذا الكون العظيم بما فيه من بشر وإبداع أنه قد نشأ بالمصادفة وعندما أبحث حولي أجدني مجبراً.. الكلام لدارون ولكن للأسف لا أحد من الملحدين يقول هذا الكلام.. دارون يقول: أجدني مجبراً على الإعتراف بوجود مصممٍ عليمٍ حكيم لذلك أنا أومن بوجود إلهٍ للكون.. هذا الكلام في مذكرات داون 1958.
هذا الأمر دعا أحد أكبر الملحدين المعاصرين وهو البروفيسور ريتشارد داركنز في محاضرة له عام 2006: أن يدعي أن دارون لم يتراجع عن نظرية التطور وأن نظرية التصميم الذكي والتي تقول: أن كل شيء في الكون جاء بطريقة إبداعية ومدمجة وهناك منظم ومصمم عليم حكيم يقول عنها ريتشارد داركنز: إنها نظرية سخيفة ويقول: إن الكون نشأ بالمصادفة.. الحياة نشأت بالمصادفة.. المخلوقات نشأت بالمصادفة.. كل هذا النظام نشأ بالمصادفة.. كل ما تراه من حولك من فن وإبداع وتصميم رائع كله نشأ بالمصادفة.. لا وجود لخالق.. لا وجود لمبدع.. لا وجود لأي أسباب وأن الفيلسوف أنطوني فلو الذي اعترف بوجود الله أن هذا الرجل يكذب.. هذا هو كلام الملحدين ينكرون كل شيء.. لذلك تجد الملحد متناقض مع نفسه.
جامعة بريتش كولومبيا قامت بدراسة علمية تؤكد أن الملحد أثناء تفكير بالموت يميل إلى الإعتقاد بوجود خالقٍ للكون.. دراسة علمية.. تقول هذه الجامعة في دراستها: إن الإنسان يكون في أعلى درجات الصدق مع نفسه لحظة الموت.. ولذلك يحاول العلماء اليوم القيام بتجارب الاقتراب من الموت والتي تجعل الإنسان يعيش في جوٍ من الموت ويفكر بأنه على وشك الموت ونزول القبر وأنه سيغادر هذه الدنيا من دون عودة.. هذه الداسة نُشرت في المجلة الشهيرة Plus One عام 2011: تؤكد أن عملية التفكير بالموت تعزز لدى الإنسان الإيمان بوجود مصمم وخالق لهذا الكون.. وهذا يؤيد أن دارون نفسه وهو على فراش الموت قد تراجع عن نظريته التي بُنيت أساساً على إنكار وجود خالقٍ للكون.
لقد أثبت العلم بما لا يقبل الشك أن الإنسان في لحظات الموت يعيش بفطرته ليؤمن بخالق عظيم ومن المحتمل كما تقول الدراسة: أن هذا ما حدث بالظبط مع دارون وهو على فراش الموت.. أي أن دارون أنكر نظريته قبل أن يموت.
الدراسة التي قامت بها جامعة بريتش كولومبيا: أنهم أحضروا مجموعة من الملحدين وجعلوهم أنهم يتخيلوا أنفسهم يموتون ويكتبون وصايا قبل الموت.. وقاموا بسؤالهم: هل تعتقد بنظرية التطور أن الكون لا يوجد له خالق؟ المفاجأة أن الجميع أجابوا: لا بل نؤمن بوجود خالقٍ للكون.. فخرجوا بنتيجة يعني تقول بالحرف الواحد: “مجرد التفكير بالموت يجعل الإنسان يرفض التطور ويؤمن بالتصميم الذكي أي يؤمن بوجود مصمم ذكي هو الخالق سبحانه وتعالى وبالتالي يُرجح بعض العلماء أن دارون قُبيل موته قد تراجع عن نظريته.
وأخيراً نحن الآن أمام دليل مادي وعلمي ودراسة علمية مدروسة تؤكد بوجود خالقٍ للكون وأن نظرية التطور هي مجرد نظرية لم ترقى لمستوى الحقائق العلمية وبالتالي لا يمكن أن نبني عليها أي شيء.. تبقى نظرية يدرسها العلماء لا مشكلة ولكن بالنتيجة معظم العلماء يعترفون بوجود خالقٍ للكون.. قال تبارك وتعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد:16].
والحمد لله رب العالمين.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة