إذا تأملنا آيات القتال الواردة في القرآن نجد أن معظمها تدعو للدفاع عن النفس وهذا حق طبيعي من حقوق أي إنسان.. ولو كان الإسلام انتشر بحد السيف كما يقولون لما وجدنا اليوم في العالم أكثر من مليار و700مليون مسلم…
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا هو الرد الثالث على شبهات الملحدين: يدعي المشككون أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كتب القرآن بنفسه ووضع فيه أفكاراً تدعو إلى العنف والسيف والإرهاب والقتل وغير ذلك…
سوف نستخدم أسلوباً بسيطاً “أسلوب رياضي” لتحليل كلمات القرآن: أولاً: كلمة “سيف” لم ترد في القرآن الكريم ولا مرة أبداً.. لا هي ولا مشتقاتها.. إذا تأملنا كلمة أو اسم “الرحيم” وهو اسم من أسماء الله الحسنى نجد أنه ذُكر 115 مرة عدد كبير من المرات.. “الغفور”:91 مرة بينما نجد كلمة “منتقم” تكررت ثلاث مرات فقط.. كلمة “العنف” لم تذكر ولا مرة في القرآن.. قد يتفاجأ الكثيرون أن كلمة “إرهاب” لم تُذكر ولا مرة في هذه الصيغة.. ذُكرت مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60].
إذاً هذه الآية في مجال العلم العسكري وليست في الحياة المدنية.. وخاصة بتجهيزات الجيوش ليست خاصة بالحياة المدنية.. لاحظوا معي هذه الآية الكريمة وردت أثناء الحديث عن الحرب ونستطيع أن نستنتج أن القرآن ذكر الإرهاب مرة واحدة ولكن ليس بالممعنى الذي نعرفه اليوم (بمعنى إرهاب الناس) لا.. هو ما يُسمى توازن القوى أو سلاح الردع.. يسمى حديثاً أن يكون لديك سلاح تردع به الأعداء ليس كي تخوفهم وليس لكي ترهبهم وليس لكي تهددهم فقط لكي تردع إعتداء الأعداء عنك.. تصوروا أن القرآن الكريم مرة واحدة فقط يذكر كلمة {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ} [الأنفال:60] والآية في المجال العسكري أو بما يسمى بأسلحة الردع أو توازن القوى.
لو فتحنا اليوم أي كتاب في مجال العلوم العسكرية سوف نجد عبارات كثيرة مثل: “تخويف العدو” “إعداد القوة لمواجهة العدو” “التدريب على الاستنفار”… نجد كلمات تتكرر بكثرة.. القرآن العظيم لم يذكرها إلا مرة واحدة فقط.
وهذا يعني: أن القرآن استخدم آية واحدة من بين 6236 آية يأمر من خلالها المسلمين بضرورة إعداد القوة اللازمة لردع الأعداء ولكن أعداء الإسلام يتركون أكثر من 6000 آية في القرآن تتحدث عن الرحمة والعدل والتسامح وحقوق الإنسان وحقوق المرآة والمساواة بين البشر.. يتركون 6000 آية ويركزن على آية واحدة ويفسرونها خطأ ويقولون: أن الإسلام يدعو إلى العنف والإرهاب.
إذا تأملنا آيات القتال الواردة في القرآن نجد أن معظمها تدعو للدفاع عن النفس وهذا حق طبيعي من حقوق أي إنسان.. ولو كان الإسلام انتشر بحد السيف كما يقولون لما وجدنا اليوم في العالم أكثر من مليار و700مليون مسلم.. إذا كان الإسلام يدعو للعنف لماذا نجد أكثر من 99.99 بالمئة من المسلمين مسالمون؟ لا يدعون للعنف.. أقوى دليل على ذلك أنه يوجد عشرات الملايين من المسلمين في أوربا/في أمريكا/في أستراليا بالإضافة إلى مئات الملايين من المسلمين في إندونيسيا وماليزيا والهند وغير ذلك كلهم مسلمون متسامحون وهؤلاء لم يدخل إليهم الإسلام لا بحد السيف ولا بغيره.. اقتنعوا بتعاليم أو بقوة تعاليم هذا الإسلام.
لذلك الله سبحانه وتعالى حتى عندما يتحدث عن القتال يقول سبحانه وتعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة:190] يذكرك بمراقبة الله لك مباشرةً.. {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة:190] مَن؟ {الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة:190].. {وَلَا تَعْتَدُوا} [البقرة:190] ممنوع الإعتداء في الإسلام.
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة:190] إذاً هذه الآية توضع في مجال الحروب وليست في المجال المدني.. {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190].
وأخيراً نقول: رجاءً من كل ملحد اقرأوا أكثر من 6000 آية تتحدث عن الرحمة والعدل والمحبة والتسامح ولا تأخذوا آية واحدة أو آيتين أو عشر آيات وتفسرونها خطأ وتقدموا للناس أن هذا القرآن.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.
وإلى لقاء قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :