» أسرار إعجازية

عادت من الموت لتتحدث عن رحلة العذاب

 العديد من الناس يموتون بشكل مؤقت ثم يعودون للحياة ولكن بعد رؤية العذاب والجحيم وملائكة العذاب أيضاً بل إنهم يصفون ما رأوه بوضوحٍ كامل…

من هؤلاء الذين رأوا العذاب بدقة بعد الموت امرأة ماتت بشكل مؤقت نتيجة جرعة زائدة من المخدرات.. لقد كانت حياتها كلها سيئات وذنوب ولكن سبحان الله.. شاء الله أن تعود إلى الحياة مرة أخرى ويتم إنقاذها وتصف ما حدث معها بدقة كاملة.. تقول هذه الفتاة: لقد شعرت بنفسها أنها تُغادر جسدها وتنظر من الأعلى إلى الأطباء وهم يحاولون إنقاذ جسدها من الموت.. لقد كانت ترى كل شيء مثل غرفة العمليات والأطباء والأدوات الجراحية وتسمع أيضاً ما يقولونه.. طبعاً هذه الحالة تكررت كثيراً مع كثير من المرضى الذين ماتوا بشكلٍ مؤقت ثم عادوا إلى الحياة حسب ما تؤكده الرابطة الدولية لتجارب الاقتراب من الموت.

قبل أن نُتابع قصة هذه المرأة وغيرها طبعاً يجب أن نعلم أن القرآن العظيم أشار إلى أن النفس تُغادر الجسد في حالات خاصة ومنها النوم.. يقول تبارك وتعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر:42] نحن الآن ينبغي أن نتفكر في هذه الآية.. هذه الآية أنزلها الله لنتفكر فيها وبالفعل العلماء يثبتون أن النفس تُغادر الجسد في بعض الحالات ومنها الموت المؤقت.

من على موقع الرابطة الدولية لتجارب الاقتراب من الموت تقول هذه المرأة: لقد شعرت بهم أي بالأطباء وهم يجرحون اللحم لإجراء العملية.. فالنفس كأنها تشعر وكأنها في الجسد سبحان الله.. طبعاً نحن نقول سبب هذا الإحساس أن الروح لا تُغادر الجسد إلا لحظة الموت.. النفس تُغادر ولكن الروح تبقى وهي مسؤولة أيضاً عن الإحساس بالألم.. طبعاً هذه المرأة تقول: لقد رأيت مخلوقات يعني سَمَّتها هي حسب وصفها: ملائكة مظلمة ومرعبة.. نحن نُسمِّيها: ملائكة العذاب تصف هذه المخلوقات تقول: هي مخلوقات بشعة أتت خصيصاً لتعذيبها.. هذه الملائكة المرعبة كانت تُردد عبارة تذكُرُ جزءاً منها.. هذه العبارة تُرددها هذه المخلوقات المرعبة بشكل متكرر تقول: Out of the light and into the darkness

معنى هذه العبارة التي كانت تُرددها ملائكة العذاب على مسمع هذه المرأة وهي تتعذب أي خروج من النور إلى الظلام.. طبعاً نحن لدينا في القرآن هذه العبارة بالفعل ولكن بصياغة أكثر بلاغة وهي خاصة بالكفار (تُقال للكفار) الله تعالى تبارك وتعالى يقول دققوا معي: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:257] ربط الله تعالى بين الخروج من النور إلى الظلمات بعذاب النار.. وهنا هذه الفتاة بالفعل ترى هذه الملائكة التي سَمَّتها ملائكة مُظلمة تقول لها: خروج من النور إلى الظلمات وتنظر إلى العذاب أمامها.. لقد رأت هذه المخلوقات وهي تُمزِّق جسدها وتُعذِّبها عذاباً شديداً.. وكان هذا يحدث كما تقول هي طبعاً قبل ذهابها إلى الجحيم.. ربما يمكن أن أُسمي هذه الحالة: بعذاب القبر.

طبعاً هذه القصة تكررت مِراراً وتكراراً ليست هي الوحيدة ولكن نحن نأخذ نموذجاً من عشرات القصص.. تقول هذه المرأة: بعد ذلك سُحِبتُ إلى الجحيم والشيء المميز الذي رأيتهُ في النار وجود قضبان حديدية كانت تضغط على هذه المرأة لتُعذبها بشدة.. قضبان حديدية كوسيلة للتعذيب.

قبل أن أُكمل ماذا رأت هذه المرأة.. أنا أتذكَّر قول الله تعالى عن عذاب في نار جهنم.. نوع من العذاب.. وسيلة من وسائل العذاب الله تبارك وتعالى يقول: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} [الحج:21] هذا في نار جهنم يُقال في حق الكفار.. فسبحان الله يعني كيف علمت هذه المرأة بوجود الحديد في نار جهنم كوسيلة للعذاب؟ هذه الفتاة غير مسلمة ولم تقرأ القرآن كيف جاءت هذه المعلومات إلى دماغها وهي لم تقرأ شيئاً ولم تعلم شيئاً عن الإسلام؟

تُتابع هذه المرأة بعد ذلك تقول: خرجت من النار وبدأت أتذكَّر كل شيء.. شيء غريب أنها كانت تنظر إلى العذاب وتتذكَّر كل شيء منذ خروجها من بطن أمها حتى لحظة الموت.. تتذكَّر كل الأعمال التي قامت بها وهذه الذكرى تتكرر بشكل مؤلم لها حتى إنها تتمنى أن تتوقف.. لقد كانت تنظر إلى النار وتتذكَّر أعمالها السيئة التي قامت بها في حياتها وتعرف أن هذا عمل سيء.. طبعاً هنا الذي يجعلنا نتساءل: ما علاقة التذكُّر برؤية النار؟ يعني الإنسان يكون منشغلاً بالعذاب والألم فكيف يتذكَّر حياته الماضية بتفاصيلها مع العلم أنَّه ينساها وهو على قيد الحياة؟ كيف يتذكَّرها أثناء العذاب؟ الحقيقة أن هذا الأمر أشار إليه القرآن بطريقة عجيبة جداً هناك آية قرآنية تربط بين رؤية النار وبين تذكُّر الإنسان لأعماله التي قام بها في الدُّنيا.. الله تبارك وتعالى يقول: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر:23] سبحان الله ربط بين العذاب وبين رؤية النار ونار جهنم وبين التذكُّر.. ولكن ماذا سيُفيدَهُ هذا التذكُّر للأسف {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر:23] وكذلك فإن القرآن يربط بين رؤية الجحيم وتذكُّر الأعمال في الدُّنيا بشكل واضح قال تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات:35-36]

تصوروا ودققوا معي {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات:35-36] هناك عالِم متخصص بهذه الحالات اسمه الدكتور سام بارنيا Sam Parnia يقول: إن هذه التجارب تتكرر كثيراً ومعظم الذين يموتون بشكلٍ مؤقت يخرجون من أجسادهم أو هذه النفس تخرج من الجسد وتنظر إلى الأطباء وهُم يقومون بالعمل الجراحي أو محاولات الإسعاف.. أما كما يقول الدكتور بارنيا: رؤية العذاب بعد الموت فهذه حالة تتكرر أيضاً ولدينا قصص متعددة عن ذلك.. الغريب أن هذه المرأة وبعد رحلة العذاب وعذاب القبر وعذاب جهنم غادرت جهنم وعادت لترى الأطباء من جديد وتصف ما رأته أيضاً وهُم يسعفون الجسد ثم عادت فدخلت في جسدها وفقدت الوعي تماماً ثم استيقظت بعد ساعات وهي تعتقد جازمةً أنها رأت ما يُسمى بعذاب القبر ورأت الآخرة ورأت عذاب النار.

لقد شاء الله تبارك وتعالى أن يرى بعض الناس هذه الحقائق لتكون دليلاً على وجود حياةٍ بعد الموت ودليلاً على وجود العذاب بعد الموت.. الشيء الذي حيرني أنا فعلاً: كيف عَلِمَت هذه المرأة الغير مسلمة والتي لم تقرأ شيئاً عن القرآن كيف عَلِمَت بوجود ملائكة للعذاب تأتي بأبشع صورة سَمَّتها ملائكة مُظلمة حسب وصفها؟ كيف علمت بأن الإنسان يتذكَّر كل شيء عندما يرى العذاب أو يرى نار جهنم؟ كيف علمت بوجود مقامع أو قضبان حديدية في جهنم لتعذيب الكفار وهي لم تقرأ القرآن؟ كل هذا يجعلني أعتبر أن هذه المرأة وغيرها هُم دليل على وجود عذاب القبر وعذاب النار بعد الموت.

إن مثل هذه التجارب ولله إنها عبرة لكل واحد منا أن يعتبر ويُسارع لفعل الخيرات لأن القضية خطيرة جداً وبالفعل هناك عذاب قبر وعذاب بعد الموت.. وشاء الله سبحانه وتعالى أن نُدرك ونقرأ هذه المعلومات لتكون بمثابة نذير لنا.

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يُجيرنا وإياكم من عذابٍ في القبر وعذابٍ في النار.. وأن يرزقنا حُسنَ الخاتمة.. وأن نكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32].

والحمد لله رب العالمين.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقلة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك