» أسرار إعجازية

اخضرار مكة المكرمة: علامة أنبأ عنها الرسول قبل 14 قرناً

اخضرار مكة المكرمة: هل هو من علامات الساعة؟  كيف أنبأ النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام عن عودة الأرض مروجاً وأنهاراً؟ وماذا يقول الباحثون؟….

في البداية دعوني أذهب معكم لجامعة أوكسفورد التي قامت بدراسة موسعة.. هذا هو الباحث الذي قام بدراسة أرض العرب أو شبه الجزيرة العربية وقام بدراسة دقيقة واستخدم الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا NASA وخرج بنتيجة مهمة.. ماذا يقول هذا الباحث؟ الباحث مايكل بتراجليا Petaglia رئيس الفريق العلمي الذي قام بدراسة أرض العرب أو شبه الجزيرة العربية.. يقول: سمحت لنا تكنولوجيا مكوك الفضاء المُبتكرة برسم خرائط لأكثر من عشرة آلاف بُحيرة عبر شبه الجزيرة العربية بما في ذلك صحراء النفود القاحلة الآن.. وحتى منطقة الربع الخالي أيضاً هذا الباحث درسها من خلال القمر الصناعي التابع لوكالة ناسا بالإضافة لآلاف العينات التي أخذها من مناطق متنوعة من شبه الجزيرة العربية وخرج بهذه النتيجة المهمة: أنَّ الجزيرة أو شبه الجزيرة العربية كانت تزخَر بالبُحيرات والأنهار.

طيب نحن الآن يعني نكتشف في العصر الحديث أن منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والرُبع الخالي تعود تدريجياً كما كانت من قبل.. هذا الباحث يُجري دراسة حالياً ويقول: هذه المناطق القاحلة الآن ولكنها تعود مروجاً وأنهاراً من جديد كانت قبل ذلك أيضاً مروجاً وأنهاراً من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف سنة.

هنا هذه وديان مكة وجبال مكة وشِعابها لم يكن أحد يتصوَّر عبر التاريخ أن تجد أنَّ هذه الجبال القاحلة التي ظلت لخمسة آلاف سنة قاحلة (صحراء قاحلة لا زرع فيها) بدأت الآن تكتسي بالخُضرة.. بدأنا نرى هذه المناظر الجميلة لأنهار يعني أنا هنا لدي الدراسة التي قامت بها جامعة أوكسفورد.. أوَّد أن نتوقف مع هذه الصورة قليلاً.. هذه خريطة رُسِمت من قبل علماء الغرب توضح وجود شبكة هائلة من الأنهار ولكن مدفونة تحت الرمل “نحن لا نراها”.. هذه الشبكة من الأنهار كانت ذات يوم تتدفق بغزارة عبر صحراء الجزيرة العربية.. ولولا اختراع الأقمار الاصطناعية ودراسة هذه المنطقة بواسطتها لم نكن لِنعلم شيئاً عن تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة وصحراء الرُبع الخالي وهذه الجبال التي بدأت اليوم تخضَّر.. سبحان الله كميات الأمطار الهائلة التي تنزل على هذه المنطقة وبخاصة مكة المكرمة اليوم.. مَن كان يتصوَّر؟ قبل مئة سنة لم يكن أحد يتصوَّر مثل هذا المشهد أن يعود من جديد.

يعني انظر هذه الدراسة المنشورة على مجلة جيبلوجي GEBLOGY الدكتور بلوم أو هذا الدكتور آش بارتون Parton Ash ماذا يقول؟ يقول: سوف تتحول صحراء الجزيرة العربية إلى ما يُشبه أوروبا اليوم: مروج وأنهار وبُحيرات.. سوف تتحوَّل إلى جنة خضراء بسبب دورة المناخ التي تتكرر كل 23 آلف سنة تقريباً.. وهذه دراسات علمية يستخدم العلماء اليوم: صور الأقمار الصناعية ودراسة المستحاثات التي دفنتها الرمال بالإضافة إلى أساليب أخرى علمية يعرفها علماء جيولوجيا اليوم وعلماء الآثار وعلماء المستحاثات يؤكدون أن هذه المنطقة ستتحوَّل تدريجيَّاً إلى أنهار ومروج وبُحيرات تعود من جديد.

ونحن اليوم ولله يعني انظروا إلى هذه المشاهد اليوم.. هذه الإبل أصبحت ترعى في مكان مليء بالخُضرة تعودنا أن مكان الإبل في الصحارى فقط “سفينة الصحراء”.. وهنا أيضاً هذا البحث المنشور على موقع BBC يؤكد أيضاً أن هذه الصحراء كانت مُغطاة.. انظروا أنا أقرأ لكم بالحرف الواحد الآن.. نُريد أن نقرأ بالحرف الواحد ماذا يقول علماء الغرب؟ يقولون: بعيداً عن كونها كانت صحراء فإن هذه المنطقة كانت ذات يوم مُغطاة بالنباتات المورقة وتقطعها الأنهار طبعاً هذا حسب BBC هنا.

إذاً الباحثون والعلماء في جامعة أوكسفورد وموقع BBC ووكالة ناسا NASA أيضاً يتفقون على أنَّ أرض العرب كانت ذات يوم مُغطاة بالنباتات والأنهار والبُحيرات.. ويؤكدون أنها ستعود جنةً خضراء.

بالحرف الواحد هذه ما قاله نبيكم عليه الصلاة والسلام بالحرف الواحد: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) صلى الله عليه وسلم.. ولله يعني وصف أدق مما وصل إليه العلماء اليوم باستخدام الأقمار الاصطناعية.. باستخدام أجهزة القياس وأجهزة التحاليل المتطورة.. درسوا المستحاثات والآثار الموجودة في الجزيرة العربية.. وجدوا أنَّ هذه المنطقة التي نراها اليوم تكتسي باللون الأخضر.. هذه الصور حقيقية من مكة المكرمة.. هذه الصور لم يكن أحد يستطيع أن يتخيلها قبل خمسين سنة أو مئة سنة.. فمِن أين جاء النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم) بهذا العلم؟ عندما قال وانظروا معي إلى دقة كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي لا يُعطينا معلومة عبثاً.. النبي ربط اخضرار الجزيرة العربية واخضرار المكة المكرمة وأرض العرب سماها أرض العرب ربطه باقتراب الساعة.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى) إذاً هناك شرط.. مِن شروط الساعة/مِن أشراط الساعة/مِن أمارات الساعة/مِن علامات الساعة أن: (تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً).

انظروا هنا يعني انظروا العلماء ماذا يقولون؟ طبعاً هذه موقع جامعة أوكسفورد بالنسبة للملحدين والذين ينتقدون كلام النبي عليه الصلاة والسلام من دون علم.. نُقدم لهم ماذا يقول علماء الغرب؟ ماذا يقولون الباحثون في جامعة أوكسفورد حسب هذا المرجع؟ يقولون: اكتشاف شبكة قديمة من الأنهار والبُحيرات في صحراء العرب.. النبي عليه الصلاة السلام يقول: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) أنهار: rivers.

طيب بالله عليكم أنا أوَّد أن أتوقف مع هذا الحديث العظيم: مِن أين عَلِم النبي عليه الصلاة والسلام بوجود أنهار أصلاً في الماضي؟ يعني كيف عَلِمَ أن أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً؟ مِن أين عَلِمَ عليه الصلاة والسلام أنَّ صحراء العرب كانت ذات يوم مُغطاة بالبُحيرات؟ الباحثون كشفوا حتى الآن عن وجود عشرة آلاف بُحيرة دُفنت تحت رمال شبه الجزيرة العربية.

انظروا هنا لديَّ مرجع حسب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA وأنا هذه الصورة أخذتها حرفياً من المرجع.. تُظهر الدراسات العلمية وجود نهرين كبيرين.. واحد في الشمال وواحد في الجنوب بالقرب من منطقة الربع الخالي.. طول كل نهر أكثر من ألف كيلو متر.. أكثر من ألف كيلو متر طول النهر الواحد وعرضه ثمانية كيلومترات وتم الكشف أيضاً بوساطة القمر الصناعي لاندسات Landsat التابع لوكالة ناسا عن بُحيرة بعمق أكثر من مئة متر.. بُحيرة عملاقة يعني تخيل الربع الخالي الذي يُعتبر اليوم المنطقة الأكثر جفافاً كان ذات يوم (من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف سنة).. كان عبارة عن بُحيرة عذبة بعمق مئة متر تقريباً سبحان الله.. ويقولون: هذه الأنهار والبُحيرات يُمكن أن تظهر من جديد بسبب دورة المناخ (دورة الطقس) وبسبب كثرة الأمطار التي نراها اليوم في المملكة العربية السعودية وعُمان والربع الخالي وفي مكة المكرمة.. وهذه كما قُلنا صور حقيقة من مكة المكرمة التي لم يكن أحد يتخيل أن يُلاحظ فيها مثل هذا المنظر.

وكالة ناسا كشفت أيضاً عن نهر أو مجرى لنهر طويل مدفون تحت رمال الصحراء.. كُشِفَ عنه بوساطة الأقمار الاصطناعية.

طيب النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام.. لا يستطيع أحد أن يقول: إنَّه كان يعلم هذه الحقيقة في زمنه (قبل ألف وأربعمئة سنة).. ولا يستطيع أحد أن يدعي أنَّ نبينا عليه الصلاة والسلام هناك مَن أخبره من البشر لأن الحضارات في ذلك الوقت: حضارة الفُرس وحضارة الروم وفي الهند والصين وهذه الحضارات وفي يعني الحضارات الكُبرى لم يكن لديهم مثل هذه المعلومات بخاصة أن العلماء اليوم يقولون: إنَّها لأول مرة يتم اكتشاف مثل هذا الأمر يعني مثل دكتور بلوم يقول: لأول مرة في التاريخ نكتشف من خلال القمر الصناعي لاندسات Landsat التابع لوكالة ناسا.. نكتشف أن الجزيرة العربية كانت ذات يوم مُغطاة بالمروج والأنهار.

لأول مرة في التاريخ بالنسبة له.. بالنسبة لنا نحن نقول: إنَّ النبي عليه الصلاة والسلام هو أوَّل من كشف عن هذه الحقيقة العلمية.. يعني هنا هذه الصورة فيها كتابات قديمة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية تُظهر أن الصحراء كانت غنية بالحضارات والحياة وليست كما تبدو اليوم صحراء قاحلة.

إذاً هذه المنطقة ستكون مَثار الدراسات العلمية ومَثار حديث العلماء في السنوات القادمة لماذا؟ لأن هذه النبوءة التي أخبر بها النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم) تتحقق اليوم.. نحن نراها بأعيننا اليوم.. هذه جبال مكة.. مَن كان يتخيل أن هذه الجبال تتحول للون الأخضر.. تكتسي بالمروج؟ سنشاهد في المستقبل القريب غابات وسنشهد إن طال بنا العمر إن شاء الله وجود أنهار جديدة ونحن رأينا كثيراً بدايات لوجود أنهار في منطقة الربع الخالي بسبب هطول كميات هائلة من الأمطار وبسبب حدوث ما يُشبه الفيضانات وما يُشبه يعني كميات هائلة من المطر في منطقة مثل الربع الخالي التي لم يكن أحد يتصوَّر حتى ولو بقعة صغيرة من الماء فيها باستثناء بعض الواحات القليلة جداً.

لذلك هنا أنا أوَّد أن يعني أُخاطب كل إنسان لديه عقل ولديه منطق نقول له: النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يُعطينا إشارة علمية رائعة لاقتراب القيامة.. أن يُعطينا إشارة علمية رائعة لاقتراب الساعة.. طيب ربط اخضرار الجزيرة العربية باقتراب الساعة قال عليه الصلاة السلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) صلى الله عليه وسلم.. لذلك نحن الآن عندما نرى مثل هذه الدراسات ونرى مثل هؤلاء الباحثين يؤكدون أن أرض العرب ستعود مروجاً وأنهاراً كما كانت لا نملك إلا أن نقول بالفعل كما قال الله تعالى في حق هذا النبي الكريم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] صلى الله عليه وسلم.

طبعاً هنا نصيحة لكل أخ ولكل مؤمن يُحب هذا النبي الكريم.. لماذا ربط النبي عليه الصلاة والسلام ظاهرة اخضرار أرض العرب وعودتها مروجاً وأنهاراً كما كانت باقتراب الساعة؟ يعني ما العلاقة بين هذا وذاك؟ النبي حريص علينا.. أعطانا مئات العلامات ومنها هذه العلامة الواضحة لكل من لديه عقل.. يقول: أيها الإنسان.. أيها المُشكك إذا كنت تُشكك برسالة النبي عليه الصلاة والسلام.. إذا كنت تُشكك بالقرآن العظيم حتى إذا كنت تُشكك بوجود الله هذه علامة واضحة تراها أنت اليوم.. تراها أمامك.. النبي أخبرك عنها والعلامة الواضحة أكثر التي يقول العلماء: إنَّ هذه الأرض كانت تزخر بالجنات والأنهار والمروج والأشجار وغابات السافانا تُغطي الجزيرة العربية أو أرض العرب.. فالنبي أخبرك عن ماضي هذه المنطقة الذي لا يعلمه أحد إلا العلماء اليوم.. كشفه لك قبل أن يكشفه علماء الغرب بأربعة عشرَ قرناً.. كشف لك النبي عليه الصلاة والسلام تاريخ الجزيرة العربية.. كشف لك ماضي هذه الجزيرة العربية.. قال لك هي كانت مروج وأنهار وستعود لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل: (لا تقوم الساعة حتى تتحوَّل أرض العرب إلى مروج أنهار) لا بل قال: (حتى تعود).. وكلمة تعود يعني أنها كانت كذلك وستعود كما كانت (حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً).

فالنبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حريص عليَّ وعليك وحريص على أمته صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى يقول: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128] فهذا النبي رؤوفٌ بنا.. رحيمٌ بنا.. حريصٌ علينا فمن رحمته بنا حذَّرنا وقال: الساعة قريبة.

إذاً استعد يعني اليوم عندما تقوم هيئة الأرصاد بتحذيرك أن هناك زلزالاً أو هناك كارثة أو هناك عاصفة أو هناك ظاهرة مدمرة ستحدث وتطلب من الناس أن يأخذوا حذرهم.. أن يجهزوا أنفسهم.. أن يستعدوا لمثل هذه الكارثة.. طيب إذاً هذه الجهة التي تُحذِّرك تُريد بك الخير.. تُريدك أن تنجو بنفسك.. النبي عليه الصلاة والسلام حذَّرنا أن اقتراب الساعة أو من علامات الساعة: عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً وبالتالي إذا شهدت هذه العلامة ينبغي عليك أولاً أن تقتنع أن هذا نبي كريم (صلى الله عليه وسلم) وأنَّه صادقٌ في دعوته من الله عز وجل لأنه لا يمكن لأحد أن يُخبرك عن هذه الحقيقة.

اليوم العلماء يعترفون/يقولون لأول مرة في التاريخ: نعلم أن جزيرة العرب أو أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً.. لأول مرة في التاريخ.. وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام عاش في زمن لا يستطيع أحدٌ أن يتنبأ بهذا المستقبل ولا يستطيع أحد أن يتنبأ أيضاً بماضي الجزيرة العربية فأخبرك بالماضي وبالمستقبل قبل ألف وأربعمئة سنة.. فهذا دليل مادي (ملموس) على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.. ودليل لنا نحن المؤمنين أن نستعد ليوم القيامة.. يكفينا أن هذا النبي أعطانا هذه العلامة لنعود إلى الله.. دعونا نستعد للقاء الله {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:5-6].

إذاً استعد للقاء الله.. جهز نفسك لاقتراب الساعة والموت قريب منا.. من الممكن في أي لحظة أن تموت.. فالنبي عليه الصلاة والسلام أراد بك خيراً.. حدَثَّك عن الأنهار وبُحيرات في جزيرة العرب أو في صحراء العرب وهذا الكلام يتفق مع الدراسات العلمية أولاً ومع ما نشاهده بأعيننا اليوم.. (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) كما كانت وهذا الحديث رواه الإمام مسلم وغيره.. حديث صحيح.. لذلك ولله يعني الله عز وجل عندما وصف حبيبه بأنه لا ينطق عن الهوى ماذا قال في حقه؟ {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4].

يجب عليك أيها المُشكك.. أيها المُلحد أن تعترف بالفعل أن هذا النبي صادقٌ في دعوته.. أنَّه بالفعل رسولٌ من عند الله وهذا الدليل.. دليل مادي (ملموس) يعني يستحيل على إنسان يعيش في صحراء الجزيرة العربية كل الثقافة هناك في ذلك الوقت والشعراء يتحدثون عن الصحراء.. عن الجفاف.. عن الرمال.. عن الإبل… لا يوجد مصدر واحد في ذلك الوقت يستطيع أن ينبئك بماضي أرض العرب ولا يستطيع مصدر واحد في ذلك الوقت أن يُنبئك بما نراه اليوم.

يعني هذه الصور الحقيقية التي نراها اليوم تقول لك إن هذا النبي بالفعل أولاً: هو صادقٌ في دعوته.. ثانياً: مصدر المعلومات لديه هو الله عز وجل الذي خاطبه وقال: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء:113].. ثالثاً: أن النبي يُقدم لك مَن يُشكك برسالة الإسلام دليلاً مادياً (ملموساً) من خلال هذا الحديث.. رابعاً: النبي حريص علينا يُريد لنا الخير.. يُريدنا أن نستعد للقاء الله عز وجل.. يُريدنا أن نترك هذه الدُّنيا قليلاً ونهدأ ونعود إلى الله سبحانه وتعالى لأن القيامة أصبحت قريبة عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) رأينا تحقق الكثير من العلامات ولم يبقى إلا العلامات الكُبرى.

لذلك يعني لا يبقى كلام بعد كلام النبي عليه الصلاة والسلام وبعد كلام الله عز وجل إلا أن نقول كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} [النمل:93] هذه آية من آيات الله.. اخضرار مكة المكرمة.. اخضرار جزيرة العرب.. آية من آيات الله {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل:93].

نسأل الله عز وجل أن يتوب علينا وأن يُبَصِرنا بهذا الدين وأن يعني يتوب علينا ويجعلنا نعود إليه.. أن يُكرمنا بالعودة إليه كما قال عز وجل {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:5].

فنسأل الله عز وجل أن يُحسن لقاءنا معه وأن يجعل أجمل أيامنا يوم لقاء الملك سبحان وتعالى {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89].

نسأل الله عز وجل أن يُعلمنا العلم النافع وأن يَجعل هذه الحلقات وما نقدمه من علمٍ نافعٍ خالصٍ ابتغاء وجهه الكريم وأن يجعله سبباً لهداية مَن يشاء من عباده لأن الإسلام واضح.. الإسلام دين شديد الوضوح.. كل التعاليم التي أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام فيها خير.. كل التعاليم التي نهانا عنها أيضاً فيها خير.. يعني القرآن العظيم أمرنا بالبر والإحسان إلى الوالدين.. كل شيء أمرنا به النبي فيه خير وكل شيء نهانا عنه (الفواحش-المنكرات-الربا-الزنا-قتل النفس-إلى آخره) كله فيه شر وإذا تركناه فيه خير لنا.

لذلك ما الذي يمنعك أن تتبع هذا الدين الحنيف؟ ما الذي يمنعك أن تتبع هذا النبي عليه الصلاة والسلام؟ كل المعلومات التي جاء بها النبي هي لضمان الرفاهية والسعادة والاطمئنان تضمن لك الحياة المطمئنة السعيدة.. النبي أراد أن يُبعد عنك الأمراض.. يُبعد عنك الشر لذلك حرَّم الخمر.. حرَّم الفواحش.. حرَّم الزنا.. حرَّم الميسر أو القمار… كل ما يَضرك هو محرم.. كل ما يَنفعك هو حلال بل أمرك به.. الصلاة فيها فوائد كثيرة.. الزكاة (إنفاق المال على الآخرين) فيه فوائد كثيرة.. التسامح.. الصدقة.. حب الخير للآخرين.. الكلمة الطيبة صدقة.

لذلك أرجو يعني إذا كنت مؤمناً أن تعود إلى الله عز وجل وإذا كنت غير مؤمن أو مُشكك أو مُلحد هذه آية ودليل وعلامة يُقدمها لك النبي عليه الصلاة والسلام في القرن الحادي والعشرين وقد قالها قبل أربعة عشر قرناً.. دليل مادي ملموس على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام.. تشهد بأنه بالفعل كما وصفه الله عز وجل عندما قال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4].

نسأل الله عز وجل أن يُعلمنا ما ينفعنا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك