هل تتصور أخي القارئ ناطحة سحاب تحت الأرض أو مصعد ينقل الناس إلى خارج الأرض… لنتأمل هذه المعجزة القرآنية….
ناطحة سحاب تحت أرضية
من أحدث الابتكارات العلمية ناطحة سحاب أرضية! حيث يحاول المهندسون تصميم بناء على شكل هرم مقلوب أي القاعدة في الأعلى والرأس في الأسفل، ويغوص هذا الهرم في الأرض لمئات الأمتار ويتألف من عشرات الطوابق تحت الأرض.
ويقول مخترع الفكرة: السبب في عدم رؤية هذا البرج السكني على شكل الهرم هو أنه سيكون أول “ناطحة أرض” في العالم، حيث سيتم بناء الهرم على عمق 300 متر تحت الأرض، أي أنه سيكون هرماً مقلوباً رأساً على عقب. وستتاح الإضاءة الطبيعية من خلال قاعدة الهرم المقلوب حيث تسمح بمرور أشعة الشمس والضوء من وسط الهرم، وهي المساحة الكافية أيضاً للحصول على التهوية المناسبة.
مخطط لبناء طوابق تحت الأرض لمئات الأمتار ويعتبر هذا المشروع هو الأحدث في عالم الهندسة. ويقول الخبراء إن هذا المشروع سيعالج مشكلة السكن وقلة المساحات الأرضية المتوفرة.
ناطحة سحاب تحت أرضية أحد أفكار القرن الحادي والعشرين والتي سنشهد تنفيذها قريباً، ويقول العلماء سوف يتم تأمين التهوية والإضاءة لطوابق المبنى من خلال فتحات تهوية علوية كما سيتم استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للتغذية بالكهرباء.
المصعد الفضائي
بالمقابل فقد كشف العلماء عن مشروع جديد سوف يتم تنفيذه خلال سنوات قليلة وهو عبارة عن مصعد فضائي يتم من خلاله نقل البشر والمعدات إلى الفضاء الخارجي. فقد كشف العلماء أنهم يعملون منذ أعوام على تطوير مصعد يماثل ذلك المستخدم في الأبنية العادية، لكنه مخصص لنقل ركاب من الأرض إلى محطات ومركبات في الفضاء، مشددين على أن ذلك سيفتح الباب أمام حقبة جديدة في تاريخ العالم.
وذكر العلماء أن تطوير هذا النظام – الذي كان حتى فترة قريبة من بنات أفكار الخيال العلمي- ممكن خلال سنوات قليلة مقبلة، سيتمكن بعدها البشر من الوصول إلى الفضاء بصورة أسرع وأرخص وأكثر أمناً من وسائل النقل الحالية المتمثلة في الصواريخ.
ويقول العلماء في وكالة ناسا: إن بناء مصعد فضائي مهم للغاية، لأنه يتيح لنا بناء جسر مع الفضاء لشحن كل ما نرغب به. ولكن العقبات التي تعترض تطوير هذا النظام ما تزال كبيرة، أبرزها عدم وجود مادة معروفة قوية لدرجة تتيح استخدامها في بناء أسلاك ستحمل الأوزان الثقيلة من الأرض إلى الفضاء، ويحتاج العلماء بالتالي إلى تطوير مادة خفيفة للغاية وأقوى بـ25 مرة من المواد المعروفة حالياً على الأرض.
مشروع المصعد الفضائي يهدف إلى نقل البضائع والبشر والمعدات إلى الفضاء الخارجي من دون استخدام صواريخ بل بواسطة مصعد كالذي نستخدمه في البنايات.
سوف يوفر المصعد الفضائي الكثير من التكاليف وبخاصة تكاليف نقل الأقمار الاصطناعية ووضعها في مدارات حول الأرض، وهذه الفكرة برزت حديثاً ولم تكن تخطر ببال أحد قبل سنوات قليلة ولكن العلماء يعملون بجد على تنفيذ هذا المشروع خلال سنوات قليلة.
إشارات قرآنية رائعة
تعتبر فكرة المصعد الفضائي وكذلك فكرة بناء داخل الأرض جديدة وكانت حتى عهد قريب من أفكار الخيال العلمي، ولكن التطور التكنولوجي سمح للعلماء بالتفكير بتنفيذ هذه الأفكار بشكل عملي، وقد تشهد السنوات المقبلة اختراع مصعد فضائي وأبنية تحت أرضية.
الغريب أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الأشياء في آية رائعة يقول فيها تبارك وتعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [الأنعام: 35]. فهذه الآية تعتبر من آيات الإعجاز العلمي.
فعندما أعرض المشركون عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا بالقرآن أنزل الله هذه الآية من سورة الأنعام، هذه الآية تخاطب النبي الكريم وتقول له: (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) لتؤكد أن المعجزة من عند الله وليس من صنع النبي لأن النبي لا يستطيع صنع نفق في الأرض ولا يستطيع صنع سلم في السماء، ولا يتحقق ذلك إلا بأمر من الله تعالى، وبالفعل جاء العصر الذي تتحقق فيه هذه المعجزات حيث سخر الله العلماء والأسباب اللازمة لاختراع مثل هذا السلم الفضائي أو النفق الأرضي.
إذاً هذه الآية تضمنت إشارتين علميتين الأولى لنفق تحت الأرض وهو ما يسعى العلماء لتحقيقه من خلال بناء مؤلق من عشرات الطوابق، والثانية الإشارة إلى السلم الفضائي أو المصعد الفضائي وهو أيضاً ما يسعى العلماء لتحقيقه وكلا الاختراعين لم يكونا معلومين زمن نزول القرآن الكريم.
وأخيراً يمكن القول: إن الله تعالى أودع في كثير من آيات كتابه إشارات لمعجزات علمية لم تنكشف إلا حديثاً لتكون دليلاً على صدق نبوة هذا النبي الكريم. يقول تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل